ليلة لم تكن كمثيلاتها من ليال سابقة تلك التي شهدتها منطقة"الحسين"في وسط القاهرة.. فصوت التراث الإسلامي والتواشيح الدينية واكتظاظ المنطقة بالسياح, تحول إلى صوت انفجار واكتظاظ بقوات أمنية حولتها إلى ثكنة عسكرية,
وكعادته هرع الإعلام باختلاف توجهاته إلى المنطقة وخصصت برامج "التوك شو"المصرية حلقاتها في تلك الليلة لعرض تداعيات هذا الحادث,طارحين أسئلة لعلها تهدي الى الفاعل,
فهل لفتح معبر رفح والحدود المصرية علاقة بالأمر؟!..أم أن مناقشة قانون الإرهاب الذي سيتداوله مجلس الشعب في غصون أيام تفسيرا له..أو أن الفعلة ما هي الا فيلم حكومي وأمني عنيف بعض الشيء لتبرير استمرار العمل بقانون الطوارئ المثير للجدل .. فكان معظم نتاج التفسير والتحليل من خبراء الجماعات الإسلامية والخبراء الأمنيين بان أصابع الاتهام تتجه نحو شباب غير منتم الى جماعات متطرفة منظمة بل ما حدث ما هو الا نتاج بطالة وظروف سياسية واجتماعية خانقة تلك التي يمر بها الشباب هنا
بل وأوزع المحللون هذا الانفجار إلى ما أطلقوا عليه"الإرهاب العشوائي" فالقنبلة صغيرة ويدوية الصنع ومحدودة الانفجار كتلك التي شهدها نفس المكان تقريبا منذ أربعة أعوام وأسلوب العملية لا يشير إلى تنظيم كالقاعدة أو الجهاد, إلا ان حربا كتلك اشد ضراوة وصعوبة من تلك المنظمة فبدلا من أن يقاوم الأمن جماعات منظمة معروف قياداتها وموضوعون تحت المراقبة أصبح العدو شباب عاطل ومحبط أو متأثر بأفكار تطرفية فأراد ترجمتها إلى واقع عنفي
ووجد من شبكة الأنترنت خير معلم لترجمة أفكاره تلك من خلال مواقع عديدة تعلمه كيف يقوم بصنع قنابل يدوية, فالأمر لا يتطلب سوى القليل من البارود والمسامير, إلا أن من شأن انفجارها في منطقة كتلك أن يحدث ما لا يحمد عقباه, ولكم هم كثيرون هؤلاء الشباب المحبط ولكم ستنتج إرهاصات الكبت أكثر من ذلك بكثير, ,فحادثة كتلك في غضون أزمة اقتصادية عالمية ليست "مصر"في معزل عنها وفي ظل ركود سياحي تمر به البلاد لن تمر عواقبها بسلام ,يبدو أن الحلول الأمنية لمواجهة ذلك الإرهاب لا تكفي وحدها لردعه ولكن على الأجهزة الأخرى أن تقوم بواجباتها ..علها تخرج بقطاع السياحة من العناية الفائقة الى مرحلة الاستقرار
|
الي السيد كاتب المقال /0....
اذا كنت تلمح في نهاية مقالك ان هذا التفجير ممكن ان يكون وراءه شاب محبط عاطل و محروم , فاعلم اننا جميعا في دائرة الاشتباه 0
فبالله عليك اخرج لي من بين فئات الشعب فردا لا يعاني من صعوبة العيش , و لم يتكدر صفو حياته المعكرة اصلا بتكاليف الحياة الطبيعية من ماكل و ملبس و دواء و تعليم ناهيك عن الفواتير التي لم تاتي علي المرتب الا و قضت عليه و لم تبقي منه مليم , اخرج لي من بين الناس من لا يعاني الاحباط عندما ينفق علي ابنه ثم يراه جالسا علي القهوة لا يجد ما يفعله فلا عمل و لا دخل و لا امل و لا طموح , هل مثل هذا الاب ايضا يقع في دائرة الاتهام , و ماذا عن الامهات المعيلات اللاتي لم يجدن سوي الخدمة في البيوت حتي يحصلوا لاولادهم الطعام و فقط و لن اقول تعليم او علاج فهذا في حد ذاته رفاهية , و من الممكن ايضا ان تتهم اهالي العبارة المنكوبة الذين فقدوا ذويهم في عرض البحر بينما الجاني حر طليق في اوروبا و منحه القضاء حكما بالبراءة, و ماذا عن اهالي حادث الدويقة الذين شردوا في الشارع بعد ان تهاوت عليهم بيوتهم تحت الصخرة و فقدوا من فقدوا من ذويهم ايضا , و اذكرك بقطار الصعيد المحترق الذي مات فيه المئات بل وصلوا للالاف , و لن اذكرك بغير هذا من الاحداث لان السرد و التفاصيل الكل يعرفها 0
فهل كل هؤلاء من ضحايا الظلم , و اليأس متهمون ؟
ثم تتكلم في مقالك عن السياحة و التي تتمني ان تتعافي بعد هذا الحادث , و كأننا اصلا نستفيد من دخل السياحة , او غيره , فاين اذن هذا الدخل خلال السنوات السابقة عندما كنا احسن حالا و كانت السياحة تأتي ثمارها ؟
كل ما اتمناه ان نفكر في الضحية الاولي و الاخيرة في هذا البلد الا و هو المواطن الذي لا يجد من ينصفه , و فوق هذا يجد من يشير اليه باصابع الاتهام